الأوضاع السياسية العُمانية في عهد السلطان فيصل بن تركي (1888-1913م)
تأليف/عماد بن جاسم البحراني
الناشر / دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع- دمشق
سنة النشر: 2011م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يهدف هذا البحث إلى دراسة أوضاع عُمان السياسية في عهد السلطان فيصل بن تركي (1888-1913م) ، وعلاقاته مع القوى الاستعمارية وتحديدا مع كل من بريطانيا وفرنسا .
فمنذ انتقال الحكم لفيصل بن تركي عقب وفاة والده السلطان تركي بن سعيد عام 1888م شهدت العلاقات العمانية-البريطانية توترا كبيرا بسبب رغبة فيصل في التحرر من النفوذ البريطاني المهمين على عُمان والخليج العربي آنذاك ،وتوجهه إلى توثيق العلاقات مع فرنسا رغبة منه في خلق توازن بين الدولتين الاستعماريتين ، يؤدي إلى بقاء عمان بعيدا عن سيطرة الدولتين على شؤونها.
وقد سارعت بريطانيا إلى قطع الطريق على السلطان فيصل ومنعه من تنفيذ سياسته الاستقلالية، فأجبرته في مارس 1891م على توقيع اتفاقية عدم التنازل عن أراضيه لغير الحكومة البريطانية وبذلك تمكنت من فرض سيطرتها على عمان وإضعاف نفوذ السلطان.
لكن فيصل ظل يحاول التحرر من القيود البريطانية ، فوافق في عام 1894م على إنشاء قنصلية فرنسية في مسقط ، وزاد من تقاربه مع الفرنسيين نتيجة سخطه على تخلي بريطانيا عنه في ثورة القبائل الهناوية عليه سنة 1895 والتي تمكنت من احتلال أجزاء من العاصمة وحصار السلطان لمدة ثلاثة أسابيع متتالية ، ولم تنجد السلطان سوى تدخل القبائل الغافرية إلى جانب السلطان ، حتى انتهت الأزمة بالصلح بين السلطان وزعماء القبائل.
وفي عام 1898م منح فيصل الفرنسيين امتيازا لإنشاء مستودع للفحم في منطقة بر الجصة, متجاهلا بريطانيا ، والتي تصدت له واعتبرت هذا الأمر خرقا لمعاهدة عدم التنازل الموقعة بين الطرفين سنة 1891، و هددت السلطان بوقف علاقاته مع فرنسا ، وإنهاء السياسة المعادية التي ينتهجها ضد بريطانيا ، وإلا ستقوم بتوجيه ضربة عسكرية لعاصمته ، ورضخ السلطان فيصل للمطالب البريطانية ، وألغى الامتياز الممنوح لفرنسا ، ثم أمر رعاياه في مدينة صور بوقف استخدام الأعلام الفرنسية ، فتوترت العلاقات العمانية – الفرنسية ، وأزداد النفوذ البريطاني في عمان .
ونتيجة لفشل سياسة فيصل مع بريطانيا وضعف مركزه في البلاد ثار العلماء على السلطان بعد أن قرر منع تجارة الأسلحة وقرروا خلعه من منصبه ، وأعلن عن قيام الإمامة في عام 1913م بقيادة الإمام سالم بن راشد الخروصي والشيخ نور الدين السالمي ، مدعومة من القبائل الهناوية والغافرية والتي كان لدعمها للإمامة الأثر البالغ في نجاحها.
ولم يتمكن السلطان فيصل من التصدي للإمامة بسبب وفاته في أكتوبر من نفس العام .
- المصدر: http://ninawa.org/show_book.php?bok_id=279
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق